الأربعاء، 24 ديسمبر 2008

متى سيقولها البشير ؟؟ موغابى يقول زيمبابوى ملكى


بكل بساطة حسم الرئيس الزمبابوى روبرت موغابى الجدل الكبير الذى يدور حول الحكم فى تلك الدولة التى حولها موغابى الى ساحة للفقر والجهل والمرض والموت .. حسم الجدل ببساطة عندما خاطب العالم ومن طالبوه بالتنحى عن السلطة قائلا (لن اترك حكم البلاد ..ولن يرغمنى احد على ذلك ..زيمبابوى ملكى ولن ياخذها منى احد ) ..
عندما تقرأ هذه الجملة التى قالها موغابى فان ما يخطر ببالك ان الحديث يدور عن قطعة ارض سكنية او مزرعة متنازع عليها ولكن ان يتم الحديث عن دولة كاملة بشعبها وارضها وارثها وحضارتها يصنف كنوع من الجنون الا فى دول العالم الثالث ...
واذا استثنينا الرئيس السودانى سوار الذهب لم يحدث فى افريقيا او فى اسيا ان ترك رئيس الحكم بمحض ارادته حتى ان تجربة موريتانيا قبل عامين اوثلاث والتى اجهضت الان بانقلاب اخر حتى هذه التجربة لم تكن الا نتيجة ضغوط .. اذا يعتبر سوار الذهب استثناء وحيدا فى عالم لا يعرف الاستثناء ..
هذا امر مفروغ منه .. رؤساء عالمنا المتخلف لا يتركون المنصب الا بسبب واحد وهو الموت ..
لكن موغابى كان اكثر شجاعة وامانة وهو يذكر السبب الرئيسى خلف بقاءهم فى السلطة حتى الموت ... ببساطة يظن الرئيس عندنا انه وبمجرد وصوله الى السلطة فان الوطن اصبح ملكا خاصا له .. وان خجلوا فى ذكر هذه الحقيقة فان موغابى ذكرها بالانابة عنهم جميعا ..
اذا استثنينا الدول التى تحكم بنظام المملكة وقلنا رغم الضيم ان هذا نوع من الشرعية رغم ان شرعية الخلود امر كفله الله لجلاله فقط فان الدول الاخرى والتى تحمل فى اخرها ترويسة انها جمهورية واحيانا يتبع بديموقراطية كما هو حال جمهورية السودان الديمقراطية فان الامر يصبح مثيرا للقرف ..
ولكن الشئ المحير لماذا لم يقل البشير حتى الان ان السودان ملكه ؟؟؟ كل ما يفعله البشير بشعبه وبدولته يشير ضمنا انه يظن ان السودان ملكه فمتى يقولها مثل موغابى حتى يريح ويستريح ؟؟؟
اتى البشير الى السلطة صباح يوم اغبر وادعى انه اتى ليخلص الوطن من آفة الاحزاب قبل ان يظهر انه ايضا يمثل حزبا .. وادعى ان حال الاقتصاد هو الذى حرك ثورته واضحك اليوم عندما اتذكر بيانه الاول وحديثه ان سعر الدولار يساوى 12 جنيها واليوم نقول يا حليل الجنيه .. وادعى ان الجيش محبط وان التمرد وصل الى الكرمك واليوم وصل التمرد الى قلب امدرمان ... بمعنى ان كل اسباب انقلابه الغابر قد انتفى ولم يصلح منها شيئا فلماذا بقى على رأسنا غصبا عنا عشرون عاما تسير الى زيادة ؟؟؟
وكما فعل البشير فعل برويز مشرف الذى اتى بنفس ادعاءات البشير بانه اتى ليخلص باكستان من الاحزاب وفسادها ووعد بالاصلاح وتسليم السلطة فى عامين قبل ان يتحول العامين بقدرة قادر الى عشرة اعوام عاش فيها باكستان جحيم سياساته ورغم انه ترك السلطة مرغما لا بطل فانه وقع قرار استقالته باكيا وهو الذى لم يبكى لموت العشرات من ابناء وطنه بمن فيهم بناظير بوتو ...
ولانه يخلق من الشبه اربعين عندما استلم الرئيس المصرى حسن مبارك السلطة فى اعقاب اغتيال السادات خرج على الناس معلنا انه لن يبقى فى السلطة لاكثر من دورة واحدة فتمددت الدورات ليصبح الان 28 عاما من توليه السلطة وليس هذا فقط بل يعمل جاهدا الان ان يولى ابنه جمال السلطة قبل ان يرحل ..
ولكنى اقولها بصراحة اننى لا استغرب اعتقاد رؤساءنا ان البلد ملك شخصى لهم وانهم رسل العناية الالهية وان بقاءهم بقاء للوطن .. لا استغرب من هذا ولكنى اموت غرابة عندما تجد مواطنا اوشخصا تظن فيه الذكاء والوعى والادراك بل وتجده خريج اعتى الجامعات .. تناقشه عن هذا الامر فياتى رده اكثر من مغيظ .. بعضهم يقول لك ما هو البديل كان الوطن الذى انجب السيد الرئيس لم ينجب غيره .. او يقول لك ان هؤلاء سرقواوشبعوا فهم احسن من جائع اخر ياتى ليسرق من جديد .. وهذا تبرير فطير ينم عن غباء وجهل الشخص فكيف تسمح من الاول بالسرقة ولماذا لا يحاكم من سرق بدلا من مكآفاته بمزيد من الحكم .. او يقولها لك ببساطة (جنا تعرفو ولا جنا ما تعرفو)..
اذا طالما كان هذا تفكير بعض شبابنا الذين بيدهم مستقبل الغد فمن حق موغابى والبشير وامثالهما ان يفكرا على طريقة ان الوطن ملك خاص لهم .. فماذا ينتظر البشير ؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق